امرأتان خطف الذئب ابن إحداهما

امرأتان خطف الذئب ابن إحداهما

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «كَانَتْ امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا، جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا. فَقَالَتْ لِصَاحِبَتِهَا: «إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ»، وَقَالَت الْأُخْرَى: «إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ».فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ - عليه السلام - فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى. فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ سدد خطاكم فَأَخْبَرَتَاهُ، فَقَالَ: «ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا» فَقَالَتْ الصُّغْرَى: «لَا تَفْعَلْ، يَرْحَمُكَ الله، هُوَ ابْنُهَا»؛ فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى» 
(رواه البخاري ومسلم)
لَا تَفْعَلْ: لَا تَشُقّهُ.

من عبر القصة:
1- أن الفطنة والفهم موهبة من الله عز وجل لاتتعلق بكبر سن ولا صغره
2- أن الحق فى جهة واحدة
3- أن الأنبياء يسوغ لهم الحكم بالإجتهاد وإن كان وجود النص ممكنا لديهم بالوحى ، لكن فى ذلك زيادة فى أجورهم ، ولعصمتهم من الخطأ فى ذلك 
4- استعمال الحيل فى الأحكام لاستخراج الحقوق.

وقفات مع القصة
* إن داود عليه السلام قضى به للكبرى لسبب اقتضى به عنده ترجيح قولها ، إذ لا بينة لواحدة منهما، فيحتمل أن يقال : إن الولد الباقى كان فى يد الكبرى وعجزت الأخرى عن إقامة البينة
*واحتال سليمان عليه السلام بحيلة لطيفة أظهرت الأمر ، وذلك أنهما لما أخبرتا سليمان بالقصة فدعا بالسكين ليشقه بينهما، ولم يعزم على ذلك فى الباطن ، وإنما أراد استكشاف الأمر
*فحصل مقصوده ، لجزع الصغرى الدال على عظيم الشفقة ، ولم يلتفت إلى إقرارها بقولها هو ابن الكبرى ، لأنه علم أنها آثرت حياته ، فظهرله من قرينة شفقة الصغرى وعدمها فى الكبرى ، مادعاه للحكم للصغرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق